إن المعرفة البشرية تدرس و تبحث في مواضيع عدة بمختلف فروعها، و من بين المواضيع، موضوع اللغة الذي خاض فيه الكثير من علماء النفس على وجه الخصوص منذ أمد بعيد حيث تناولوا بالدراسة إكتساب اللغة و إرتقاؤها و نمو مفرداتها و جملها و معانيها .. وكذلك إضطرابها و إختلالها سواءا أحتبست أو خرجت متعثرة نطقها غير واضح و دلالتها و معانيها غامضة لسبب عضوي معروف . إصابة في الدماغ أو خطأ تشريحي خلقي في جهاز النطق . أو مرتبطة بضعف السمع أو تخلف عقلي . أو كان سبب الإضطراب غير معروف ومن الصعب تحديده بدقة. فيتم افتراض أسباب وظيفية . وهنا تكمن مهمة علماء النفس عموما و الإكلينيكيين خصوصا. في فحص و تشخيص و تصنيف هذه الاضطرابات . و محاولة علاج المضطربين لغويا .
وهذا الكتاب يركز على وصف و تشخيص هذا الاضطراب عند الأفراد الأسوياء و المضطربين عقليا. يمثل كتاب سيكولوجية اللغة و المرض العقلي لمؤلفه الدكتور جمعة سيد يوسف إنجازا علميا هاما من حيث أنه حاول وصف اللغة من حيث علاقتها بعلم النفس ثم طبيعة اللغة و بنيتها و ارتقاؤها ونموها ثم إدراك الكلام ثم علاقة اللغة بالتفكير ثم بين لنا الأساس العضوي للكلام ثم شخص الاضطرابات اللغوية عموما و عند المرضى العقليين و الفصاميين على وجه الخصوص .